534/162
اتمنى كل يوم ان تأتي الفرصة لكي اكتب لكنها لا تأتي. الكتابة يعني ان يكون لديك فرصة ان تجلس مع نفسك و تكتب و قلما لدي هذه الفرصة. الساعة الثالثة بعد منتصف الليل. نحن في ١٨ نوفمبر. و انا لوحدي. يعني الكل نائم. تذكرت انني اخر مرة كتبت من قلبي كانت الساعة الثالثة بعد منتصف ليل ٢٨ يناير.
خذي رقم البرقية، قال لي الرجل عبر الهاتف. ٥٣٤/١٦٢. رقم البرقية التي أرسلتها لعلاء. كل سنة و انت طيب يا علاء. شد حيلك. خالد حيتولد حر. كلنا أحرار. علي و رنوة. هذا مضمون البرقية التي قد تصل لعلاء. اختنق صوتي و أنا اقول شد حيلك. أتكلم مع رجل غريب لكي اعايد على صديقي المسجون. ميدان التحرير فيه مئات او الاف لا اعرف لكنني اعرف ان غداً يوم سنحشد منه طاقة، ستاتي منه نتيجة مثلما حصل في كل مرة تجاوز عدد المتظاهرين العشرة الاف. اشعر بتأنيب ضمير لأنني اتمنى ان يؤثر الضغط في الإفراج عن علاء قبل ميلاد خالد. اي واقعية؟ لا فعلا بالنسبة لي فكرة ولادة خالد و علاء في السجن قاسية. قاسية جداً. عندما ينتقل العام الى الشخصي تستعيد كل الآلام التي عايشتها منذ استشهاد بوعزيزي. تتذكر كل مرة انهرت في البكاء على شهداء وقعوا. على وحشية التجربة. مجزرة ماسبيرو كانت اللحظة التي اعادت الساعة الى ما قبل ٢٥ يناير. الم فوق الم فوق الم. افكر بكل ام استشهد ابنها و كل ام ابنها أسير. و اعلم ان الثورة ستكون بخير. الأمهات قوة خارقة عندما يتعلق الامر بأولادهن. درس تعلمته عندما اصبحت اما. درس تعلمته جيدا.
افكر بعلاء عدة مرات في اليوم منذ ان اسر يوم ٣٠ اكتوبر. ١٩ يوما في السجن. اشتد البرد منذ اسبوع و اصبحت افكر به اكثر، خاصة في الليل. افكر به كل مرة ادخل غرفة أبنائي لكي اغطيهم.
اختنق صوتي و تدفق الدم الى وجهي. غضبا و ألما و توترا. يا ناخذ حقهم يا نموت زيهم. ان تقولها و تعنيها و تفعلها. هذا هو علاء.
#freealaa #freeegypt
Thursday, November 17, 2011
Subscribe to:
Posts (Atom)