Saturday, June 28, 2014

عن نشر رسالة علاء

واخدت بالي ان سبب اني رجعت انتكست تاني كان عشان علاء اتقبض عليه تاني. وما اخدتش بالي من العلاقة دي الا بعد اسبوع او ١٠ ايام من اعادة القبض عليه. ومنها اخدت بالي وقتها كمان اني ابتديت اتحسن تدريجيا من بعد ما طلع علاء في مارس. 

البكاء اول اليوم واخر اليوم - كل يوم. التهرب من القعدة في البيت بعد نوم الاولاد. الاحتياج المرضي للحضن. الهوس والانغماس في الشغل، التمسك بأي شخص او حالة بتلهمني لانني اعرف ان من خلالها استمرار لجوهر علي. 

محاولات التقرب لكل من فيه من روح علي. الشعر، الفلسفة، الموسيقى، الافلام. اسئلتي المستمرة. الضحك كممارسة يومية. 

وفجأة اليوم طلعت رسالة علاء اللي بعتهالي من السجن. من وقت ما بعتهالي وهي معايا في شنطتي. شعرت باحتياج شديد اني انشرها. جزء من السبب ان الورقة ابتدأت تتهالك وكان لازم احفظ الكلام. وجزء عشان محتاجة اتمسك باي امل. علاء وسناء وماهينور ويارا في الحبس. الفاشية بتزيد بطريقة مخيفة وشكل التدهور في اوله. 

وعلي. عشيقي حبيبي شريكي مش جنبي في وسط كل ده. 

علاء قال لي:

"كلنا معاكي بس انت لوحدك اللي حتعرفي تتغيري."





رسالة من علاء عبد الفتاح بتاريخ ٩ فبراير ٢٠١٤

٩-٢-٢٠١٤


رنوة. انا بهرب من الجواب ده بقالي شهرين. لما جالي خبر وفاة علي مستوعبتش. كل اللي قدرت افكر فيه قد ايه حياتك حتبقى صعبة، واقلق على الاولاد وأضف حتى على ريم والبيوت الكثير اللي علي كان فاتحها. لكن قلبي رفض يستوعب اني مش حشوف علي لما اخرج، وعقلي هرب لاني مكنتش هعرف اتحكم في غضبي من السجن لانه حارمني من تلقي العزاء بنفسي في اخويا وقريني.

حاولت اكتب رثاء عشان تقولوه في التأبين معرفتش بس اتخيلت اني بكلمه وانا بكتب جرافيتي. في المعتاد لما بكتب بكلم جمهور مش اصدقاء بس معرفتش اكل الجمهور عن علي فقلت اكلم علي عن الجمهور.

خايف عليكم قوي، انا عارف انك قوية وعارف ان نبيل كبير وحيشيل مسئولية، عارف ان نديم ورامي حيملوا عليكي الدنيا حتفضلي تشوفي علي فيهم بس برضو خايف عليكم لان مهما كان مفيش حاجة حتملي الفراغ اللي هو سايبه، مش بس عشان محبتكم وعمقها، عشان علي كان فعلا متفرد وأكبر من الحياة.

كنت محتاج الطقوس، محتاج ابقى معاكم في دفن وصلاة وجنازة وعزاء واربعين وتأبين، احضر الرحلة وأشوف مراكب الشمس وهي واخداه عشان اصدق انه سابنا خلاص، انما كده انا مش فاهم، ومش فاهم اثر غيابه على الدنيا ايه؟

لفترة وجعني غيابي عنك اكثر من غيابي عن منال وخالد، لحد ما جالنا خبر ان خالد عنده اوتيزم، بقيت محتاجلك تشرحيلي وتفهميني، بس بقيت محتاج لعلي كمان يشرحلي بطريقة المهندسين اللي بتريحني.

لو كنت عرفت أكتب عن علي كنت حكتب عن ازاي هو جمع حواليه ناس متنوعة من المحيط للخليج في مجتمع واحد، عشيرة كبيرة متنوعة لدرجة انها عمرها ما كانت حتجمع نفسها من غيره. المشترك ما بينا حاجة بس هو اللي شافها وهو بس اللي فاهمها بس حاجة حقيقية جدا. الحاجة دي هي جوهر علي، ودلوقتي في غيابه احنا في خطر ان العشيرة دي تتفرق، عشان كده لازم نتغير، لازم نلاقي جوانا من غيره اسباب استمرار عشيرته، ويمكن هو سابنا بدري من غير ما يوصف ايه اللي بيجمعنا عشان يبقى عندنا حرية اننا نتغير ونصيغ اللي بيجمعنا ده على قد طاقتنا من غيره.

انت دلوقتي في قهر وغضب وانكار ورفض بس لازم يوم تتغيري، تتغيري عشان اسرتكم تكمل من غيره، مش حينفع تكمل كأنه موجود، لازم تكمل وجوهره موجود فعلا وده محتاج تغيير، وده محتاجك تعمليه لوحدك، كلنا معاكي بس انت لوحدك اللي حتعرفي تتغيري.

فمتخافيش انك تتغيري، محدش امين على جوهر علي أكثر منك ومحدش محتاج لجوهر علي اكثر من الاولاد اللي انت عمرك ما هتقصري معاهم وهتخدليهم، انت عارفة ده كويس فمفيش داعي للخوف ولا للغضب، حافظي على الحزن هو بس اللي مهم دلوقتي.

بمنطق مشابه اضف لازم تتغير عشان تعرف تحافظ على جوهرها اللي علي كان جزء كبير جدا من صياغته، محاولة الشغل كأنه موجود معناها بس ان غيابه هيزيد تأثيره ونتوه كلنا.

من كام اسبوع كنت بسمع فيروز وكان فيه ميدلي لخمس ست اغاني ليها معمولين مع بعض كوبليه لكل أغنية بس على مزيكا موحدة، واخدت بالي ان المزيكا هي الكوردين بتوع علي، نمت يومها وحسيت بيه معايا في الزنزانة بيلعب الكوردين بالجيتار مستمر لساعات من غير ما يبطل يبتسم ولا يزهقني. واحشيني جدا ومحتاج اقعد وسطيكم وابكي رحيل اخويا.

علاء