Monday, March 26, 2012
رحلة امتجز فيها الشخصي والمهني لأبعد الحدود. فريق من أضِف من خمسة افراد في مهمة حلمنا بها منذ ٢٠٠٨. يحضرني بشدة لقاء نظمناه في تلك السنة والذي وُلد خلاله وبوضوح أهداف مشروع معسكرات التعبير الرقمي العربي.
في نقاش محتدم علا فيه صوت علاء عبد الفتاح بالقول: والتأثير؟ انتصور فعلا اننا يمكن ان نترك اي أثر بتدريب ٨٠ فتى و فتاة سنوياً؟ ألسنا هنا لأن معسكرات الكمبيوتر العربية (١٩٨٤ – ١٩٩٤) أثّرت في ١٠,٠٠٠ فتى و فتاة عرب في ١٠ سنين؟ كيف سنصل الى هذا الهدف؟
لم يغب عنا هذا الهدف طوال السنين الستة في تطوير معسكرات التعبير الرقمي العربي وعكفنا على توثيق تجربتنا التشاركية بكل مراحل تطورها بوعي ان ما نبنيه من معرفة وخبرة اهميته في نقله الى مجموعات متحمسة في بلدان عربية أخرى.
وجاء اليوم الذي انتفض فيه صديقنا رفيق العمراني في ٢٠١١ و الذي كان قد شارك معنا كمدرب سينما لسنتين متتاليتين وقرر انه لا بد ان تخلق نواة شبكة تونسية تشارك أضِف مبادئها الاساسية وتكون لها خصوصيتها.
فبدأنا بالتوازي، رفيق من ناحيته و نحن من ناحيتنا، بخلق حوار مع من نعرفهم في تونس من شبكتنا لمناقشة نقل التجربة الى تونس ثم قررنا اننا مستعدون لتنظيم لقاء يجمع المتحمسون منهم من فنانين وتقنيين و تربويين. قمة حلمنا كانت ان نعيش الالهام الذي اختبرناه في لقاء أضِف في ٢٠٠٨.
أذهلتنا و ألهمتنا الطاقة و الحماس و الفكر و العشق. ناقشنا احلامنا و همومنا و تحدياتنا الشخصية و المهنية. غنينا و عزفنا و رقصنا و رسمنا و ناقشنا بعمق مواقفنا و الياتنا . الاهم الاهم اننا حكينا قصصنا و سمعنا قصصهم و بهذه العملية بدأنا رحلة بناء ثقة.
بدأنا.
ما هو التعبير؟ ادواته؟ امكانياته؟ تنوعه؟ كيف نعبّر؟ متى؟ لماذا؟ معاييره؟
الحوار: التوافق على الياته، على الإجماع و كيف نصل اليه بتشاركية ضمن بيئة حرة وامنة ومفتوحة.
المنتج او المخرج؟ الإختلاف وعملية الإثراء التي تنتج من إختلافنا عن بعضنا البعض بخصوصياتنا وما يجمعنا.
التعبير من خلال السينما والصوت والموسيقى والبرمجة والكتابة والرسم. الفرد والمجموعة.
التجريب والتعرض للتنوع من افكار واشخاص وأمكنة.
المعرفة و الحق في اتاحة المعلومات. الاصرار على انسنة تجاربنا و عملية البناء.
المعرفة المفتوحة و التشاركية و التراكمية.
اللاهوية.
انتاج المعرفة و استهلاكها.
لغتنا.
وغنت لبنى نعمان، المغنية و الممثلة المسرحية، أغنية مترجمة عن دعاء للفيلسوف الهندي طاغور اعتبرناها تعبّر عنا بشدة و هذه كلماتها
حيث الفكر الذي لا يعرف الخوف
وحيث الراس مرتفعاً... عالياً... شامخاً
وحيث المعرفة حرة و العالم غير ممزق
داخل الجدران المألوفة الضيقة
وحيث تنبثق الكلمات من أعماق الحقيقة
وحيث القلب يمد ذراعيه نحو الكمال
وحيث نهر البلد الصافي لا يضل طريقه
في رمال صحراء العادات البالية
وحيث تقود الفكرة الى الامام
نحو اعمال تزداد رحابة على الدوام
في ذلك الجو من الحرية
اجعل بلادي تنهض يا حب
يا حرية
ثلاثة أيام من النقاش و الحوار بعيدا عن المدينة خرجنا منها بحماس لا يوصف. عدنا الى تونس بعدها لإستكمال التحضيرات مع مجموعة تعبير و هي الجمعية المنشئة حديثا و التي تضم فنانين و تقنيين نتشارك معهم بالقيم و الاهداف و شريكتنا في معسكر ٢٠١٢ و العديد من المشاريع المستقبلية.
عدنا الى مظاهرات حاشدة تطالب بالدولة المدنية تبني على زخم انتصار غير متوقع اعاد الأمل الى مجموعة كبيرة من الناس حيث فاز الطلبة اليساريين في انتخابات الجامعات. وحكى لنا الفنان الموسيقي و التشكيلي ياسر جرادي عن مشاركته في الاحتفالات التي تلت في الجامعات.
سياسياً، كما في مصر، الوضع غير واضح . لكن مساحة التعبير موجودة خاصة للمُصرين منهم و هم كُثُر و متنوعين و فعالين و مؤثرين.
حكى لي أيمن عمراني المصور و الممثل الشاب عن صديقه في مجموعة أهل الكهف الذي يعرض من بلكونة شقته افلاما او تصميمات تظهر على عمارة وزارة الداخلية المكروهة. صديقي جازم الحليوي سرد نجاح حملة حِلّ و التي حققت اول انتصار صغير يفرض علنية نقاشات اللجان البرلمانية بعد ان كانت النية ان تكون سرية. وحكى لنا صديقنا سليم عمامو عن تطور اخبار تأسيس حزب القراصنة.
الثورة مستمرة بإصرار و بالتوازي كشعوب عربية حتى نصل الى الحرية، الكرامة و العدالة الإجتماعية.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment